لأن "جيلبرت سينويه" ولد في مصر، ولأنه يعرف الشرق الأوسط معرفة عميقة، فقد تمكن من أن ينفَذ بدقة متناهية إلى عقلية بطله. وأن يحلل ردود أفعاله، وأن يعي بشكل جيد الدوافع التي تحركه، إنه "محمد علي" الذي أطلق عليه تسمية الفرعون الأخير، يصفه لنا جيلبرت سينويه بأنه يملك هيبة الأسد وحيلة الثعلب في الآن ذاته، كما أنه كان شديد الإحترام لزوجته الأولى المثالية أمينة هانم معتنياً بشؤونها، وكان أيضاً أباً حريصاً على أبنائه الثلاثين، عطوفاً عليهم. وقد كان سيَداً عظيماً لبقاً يحترم وعوده مع تعطشه إلى السلطة وشدة حذره، إلا أنه متسامح، إذ كان المسيحيون على عهده يعاملون كالمسلمين تماماً، وكان... حاضر البديهة في مختلف المواقف، وكن شديد التأثر حد أن يتألم لمذبحة المماليك... ومع أنه كان مشغولاً جداً بالصراعات الداخلية والخارجية على حد سواء إلا أن ذلك لم يؤثر على حماسه الكبير لتغيير أرض زراعية قديمة إلى عالم جديد.
وفي هذا الكتاب يجول سينويه على أربع وأربعين سنة من حكم محمد علي عبر محطات تاريخية بلغت إحدى وثلاثون محطة حتى آخر معركة في الأعوام (1846 – 1849).
من عناوين الكتاب نذكر: 1-مصر الممزقة "أبونابارت" أو "الحلم الشرقي"، 2- كان يا ما كان.. مرفأ صغير في مقدوينا. كافالا، كانون الأول سنة 1800، 3- السيد رالف ضد عبد الله مينو (1801- 1803) خليج أبو قير في الثامن من شهر آذار لسنة 1801. إلى آخر ذلك من عناوين بلغت الرقم (31) إضافة إلى وئائق دبلوماسية تتضمن معاهدات سرية، وبروتوكولات، ومذكرات لمحمد علي.