أشاد مكسيم رودنسون، بأعمال هشام جعيط وأنثى على كتاباته حتى سماه "مؤرخاً موهوباً" والسبب تحرره من النظرة الدينية في الإسلام، أما مؤلف الكتاب محمد المزوعي فله رأي آخر "لقد أخطأ رودنسون خطأ فادحاً لأن جعيط إسلامي، لا بل إسلاموي قلباً وقالباً، روحاً ومضموناً" وأظن - والكلام للمؤلف - أن السبب في وقوع رودنسون في هذا الخطأ وإطلاقه حكم القيمة المفرط في تنميته لفكر جعيط هو عدم إطلاعه على اعماله السابقة واللاحقة، وإكتفائه بكتاب "الشخصية العربية الإسلامية" أو "أوروبا والإسلام"، الذي وصفه بأنه " كتاب لامع وذكيّ جدّاً وثاقب يستعرض فيه المؤلف ثقافته الواسعة سواء كان ذلك في المجال العربي ام في مجال التاريخ والفكر الأوروبي".
في هذا الكتاب، يبدأ محمد المزوغي بقراءة كتاب "الشخصية العربية" لجعيّط كما نصح رودنسون، ويبين بالدليل والحجة، وبالنصوص الصريحة أن جعيط لم يكن في يوم ما كما اعتقده رودنسون، وأن بوناً شاسعاً يفصل بينهما، من حيث الذهنية والمنهجية العلمية والخلفية الأيديولوجية.
كما يعرج على نظرة اللاهوتيين الغربيين للإسلام، وأصل العداء اليهودي للدعوة المحمدية، والسبب من جعل المسيحيين موضوع إهتمام العرب الفاتحين، ويمرّ على تاريخ الإخوان المسلمين من مصر، ويحيل القارئ إلى تاريخ يوحنا النيقيوسي الذي كان شاهداً معايناً لأحداث دخول المسلمين لمصر.
وينصح القارئ بكتاب المؤرخة التونسية، خريجة مدرسة جعيط سلوى بالحاج صالح العايب "المسيحية العربية وتطوراتها" والذي خصص له فصلاً في هذا الكتاب، بالإضافة إلى كتاب آخرين، ينتمون إلى فئة المستشرقين، ناقش أطروحتهم، وقيّم أعمالهم.
يتألف الكتاب من (21) عنواناً نذكر منها: "الإستشراق مات"، "الغربُ كله مسيحي وكله مُعادٍ للإسلام"، "أسياد الجريمة: رينان، لامّنس، دوزي"، "الإستشراق ميّت / حي"، "جاك يارك: مستشرق متوحّد شاذ شاذ عن القاعدة"، "فوليتر المُفترى عليه"، "التزوير بالفعل: موقف القرآن من المسيحيين"، "كشف اللعبة"، "آثار جعيط العابرة: الدمار الشامل".