في حومة الهموم لا بأس من التماس الرحمة في رحاب الأشياء التي أحبها القلب. هي أيضا حقيقة، غرست جذورها في الوجود. ومن حق الحران أن يجفف عرقه ويبل ريقه.
المرح بين يد حنون وحضن حنون، الغفلة السعيدة عن الزمن، نيل المطالب بالتمني، التمرغ في يستان الحرية قبل الوعي بها، مسرة الوقفة والعثرة والضحكة، والأسئلة الكبيرة تنهمر اعتباطا. ما أكثر ما يعجب وما يسر. في الانتظار سوارس والترام والتروللى تخترق قضبانه النحيفة الحدائق. ومن الورق تصنع القوارب الصغيرة وتعوم في الجداول لتمضي مع المياه الوانية إلي البلاد المجهولة. والهمس لأضرحة الأولياء بأعذب أماني القلب، والاشتراك في حشو الأسماك بالتوابل ودهنها بالدقيق الملتوت، وإذا سمع أذان الفجر في هدوء الليل طرب القلب لاقتراب الصبح واللعب، وعلي الوسادة يرقد تمثال الرحالة المصنوع من الصفيح الملون فيسأله هل بلغ بلاد الواق ورأى العجائب؟. والأحباب كثيرون من باعة جوالة وزفة السيرك ومواكب الفتوات والأقارب الريفيين وأساطيرهم عن العفاريت وقطاع الطرق، ولكن لكل حكاية نهاية سعيدة.