وضح في الوجوه ما يشبه الذهول فقال:
المهمة ظاهرها الترفيه ولكنها تنطوي علي جدية فائقة ويحف بها الخطر من كل جانب.. فليوطن كل نفسه علي التضحية.
وقلب عينيه في وجوهنا متسائلا:
هل من أسئلة؟
وفي الحال سألته:
أنعتبر حديثك من المجاز والرمز؟
فأجاب ببساطة:
بل إنه واقع وحقيقة...
هل حقا تحفظنا ألحانا لننشدها؟
بكل تأكيد.
لكننا لسنا مغنين.
كل فرد يستطيع أن يغنى في حديقة عامة فيسمعه من يشاء أن يسمع.
من ناحيتي لا أملك أي موهبة غنائية.
لا يهم. العبرة باللحن أما الأغنية فأغنية حب من لون جديد!
قد يعتبر الجمهور غناءنا تكديرا لصفوه؟
ربما
وقد يسخر منا؟
ربما
وقد يتعدي علينا؟
ربما، ولذلك لابد من توطين النفس علي التضحية.
فقال زميل منفعلا:
عملنا السابق أخف رغم عنفه.
فأجاب باسما:
محتمل جدا.
وترددت قليلا ثم قلت:
لدى سؤال وأخاف العقاب.
فقال "ب" بسرعة:
لا موضع للعقاب في قاموسنا.
فسألته:
وما جدوى الأغاني والألحان والغناء؟
فقال بهدوء:
أكبر مما تتخيل.
فسألت مندفعا بشجاعة جديدة:
وهل وافق رئيسنا الأعلى على عمل أسرتنا؟
فقال باسما:
لسنا إلا ادوات تنفيذ.